قاربت ندوة نظمها الاتحاد الإقليمي لنقابات الناظور، المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، الأحد بقاعة الندوات التّابعة لأحد الفنادق المصنّفة بالنّاظور، موضوع “ميناء الناظور غرب المتوسط.. أية رؤية للتشغيل بجهة الشرق”.
واستهلت الندوة بكلمة افتتاحية ألقاها ربيع مزيد، الكاتب العام للاتحاد الإقليمي لنقابات الناظور، تطرق فيها إلى أهمية الموضوع الذي يقارب رؤية التشغيل بميناء الناظور غرب المتوسط من جوانب اقتصادية واجتماعية وسياسية وتقنية.
كما تناول الكلمة صالح العبوضي، باسم مجلس جهة الشرق، مؤكّدا على الدور الأساسي الذي سيلعبه ميناء الناظور غرب المتوسط كآلية للتنمية الجهوية. وأبرز أن مجلس الجهة “يشتغل على المساهمة في رزنامة من المشاريع، التي تستهدف تبسيط مساطر الولوج إلى الاستثمار وتسريع وتيرة التكوين لإعداد الكفاءات اللازمة للمهن المرتبطة بالميناء”.
وأكد العبوضي في سياق مداخلته على “أهمية حماية المناخ الاقتصادي بجهة الشرق، عبر مساهمة النقابات في عقد اتفاقيات جماعية، إلى جانب تأطير المأجورين، وجعل الحوار بين العمال ورؤساء المشاريع هو القاعدة الأساس”.
من جانبه، قال رشيد البارودي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالنّاظور، إن “الجهة الشرقية وهي تعرف تحولات اقتصادية هامة بفضل المبادرة الملكية، أسست لرؤية جديدة للتنمية الإقليمية همت مجموعة من المشاريع والأوراش الكبرى المهيكلة، على رأسها ميناء الناظور غرب المتوسط الذي سيضاهي أكبر الموانئ العالمية.”
وأضاف قائلا: “يجب التأكيد على أن أي رؤية للتشغيل بجهة الشرق، والمرتبطة أساسا بالميناء، يجب أن تكون واضحة المعالم وفعالة ومجدية، وأن ترتكز على استباق الاحتياجات من المهارات والكفاءات لمواكبة المهن التي سيتم خلقها على مستوى الميناء، وكذلك الشروع في تكوين الملفات الشخصية للمؤهلين المطابقة لهذه المهن”.
فيما تطرقت مداخلة محمد مسعودي، رئيس مصلحة التوجيه والتقنين للوكالة الحضرية للناظور- الدريوش- جرسيف، إلى سبل الاستفادة من نجاح تجربة ميناء طنجة المتوسّط، الذي اعتبره أحد أضخم المشاريع المنجزة بالمغرب.
وعرض مسعودي الاستراتيجية المعتمدة لفرص الشغل بجهة الشرق، ومجال تأثير ميناء الناظور غرب المتوسط، كما قدّم نماذج للمشاريع المنتجة للثروة وخلق فرص الشغل، قبل أن يختم مداخلته بالحديث عن التدبير الحضري وتشجيع الاستثمار وتدعيم سياسة القرب والشراكة.
وتمحورت مداخلة عبد الصمد وفلاح، المكلف بمصلحة الدراسات العامة بالوكالة الحضرية للناظور- الدريوش- جرسيف، حول إبراز أهمية الموقع الاستراتيجي لميناء الناظور غرب المتوسط، وقربه من خط الشحن الدولي الذي يعبر حوض البحر الأبيض المتوسط، مبرزا الأنشطة المصاحبة له من ناحية تخزين ومعالجة الهيدروكاربورات والصناعات التعدينية والميكانيكية والكيماوية.
كما تحدث وفلاح عن الدور الذي ستلعبه وثائق التعمير (تصميم تهيئة مجال تأثير الميناء، ومخططات توجيه التهيئة العمرانية بإقليمي الناظور والدريوش) في توفير عرض ترابي ووعاء عقاري من أجل استقطاب المشاريع الاستثمارية، إضافة إلى التجهيزات والبنيات التحتية التي لها علاقة بالميناء.