تتواصل بالمؤسسات التعليمية التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة العمومية، التي تستهدف مختلف المتدخلين والمعنيين بالشأن التربوي، من أجل تجميع الآراء والمقترحات العملية حول الأهداف الإجرائية لخارطة الطريق وإغنائها، من خلال أساليب وقنوات متنوعة، تتيح لكل المتدخلين والفاعلين والمهتمين التعبير عن وجهة نظرهم، والمساهمة في عمل جماعي يتوخى تحقيق رؤية مشتركة ممثلة في “تعليم ذي جودة للجميع”.
ومن بين الآليات المعتمدة في هذه الاستشارة تنظيم ورشات “مجموعات تركيز”(FOCUS GROUP) لفائدة التلميذات والتلاميذ وأمهات وآباء وأولياء التلاميذ، والأطر التربوية بالمؤسسات التعليمية، والتي انطلقت هذا الأسبوع على مستوى 74 مؤسسة للتعليم الابتدائي، و63 ثانوية إعدادية وتأهيلية، تمثل مختلف الأوساط المجالية بالجهة، وتهم مدارس مستقلة ومجموعات مدرسية ومدارس جماعاتية، وثانويات إعدادية وتأهيلية، بالوسطين القروي والحضري.
وانطلقت المشاورات الوطنية بتنظيم ورشات “الخيال الإبداعي” (DESIGN FICTION) التي همت على مستوى جهة بني ملال 40 مؤسسة للتعليم الابتدائي، و40 مؤسسة للتعليم الثانوي الإعدادي، وتميزت بفتح المجال للتعبير- بشتى أنواع التعبير الممكنة- عن مقترحات التلميذات والتلاميذ وانتظاراهم من مدرسة الجودة والانفتاح وتكافؤ الفرص.
وسيتم تنظيم “لقاءات ترابية”، خلال شهر يونيو، تستهدف مختلف المتدخلين وشركاء المدرسة العمومية (قطاعات وزارية، منظمات غير حكومية، شركاء وطنيون ودوليون، خبراء، وسائل الإعلام، مثقفون، مؤسسات منتخبة، جمعيات آباء وأوليات التلاميذ)؛ بالإضافة إلى إحداث منصة إلكترونية من قبل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة (مدرستنا. ما)؛ فيما خصصت استمارة موجهة إلى جميع المواطنات والمواطنين للمشاركة في المشاورات الوطنية حول تجويد المدرسة العمومية.
ويأتي تنظيم هذه الورشات، بحسب تصريح لمصطفى السليفاني، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة، في إطار المشاورات الوطنية التي أطلقتها الوزارة مؤخرا لتجويد المدرسة العمومية، التي انطلقت بداية من المدرسة لإشراك التلميذات والتلاميذ، ومختلف مكونات الجسم التربوي، وأمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، لتشمل باقي الشركاء الأساسيين للمنظومة التربوية ومكونات المجتمع المدني والخبراء والمهتمين بالشأن التربوي من أجل بناء جماعي لمدرسة الغد، وإرساء خارطة طريق تتضمن تدابير محددة وملموسة وتضم ثلاث رافعات كبرى: تمكين التلميذ من التعلمات الأساسية وضمان شروط استكمال المسار التعليمي الإلزامي، وتحفيز الأستاذ والحرص على تكوينه وضمان مساهمته في تحقيق النجاح الدراسي للتلميذ، وتوفير مؤسسات تعليمية حديثة ومنفتحة وتعزيزها بفريق تربوي يتحلى بروح المبادرة.