أصبحت الشواطئ الجنوبية، وخاصة بجهة سوس ماسة، وجهة لشريحة عريضة من الأسر المغربية “الفارة” من ازدحام الشواطئ الشمالية في شهر غشت.
وفي هذا السياق قال حسن مرزوقي، فاعل سياحي بالجنوب المغربي، إن “أكادير صارت وجهة سياحية جاذبة للمواطنين، لكنها لم تسجل بعد الانتعاش الاقتصادي الذي عرفته قبل حلول الجائحة، خاصة سنة 2019”.
وأضاف مرزوقي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “عدد السياح الداخليين يرتفع خلال فصل الصيف، اعتبارا للشواطئ الساحلية المتعددة بسوس ماسة، إلى جانب الطقس المعتدل”.
وأوضح الفاعل المهني عينه أن “الانتعاش الحالي مرده إلى خروج كل الأسر المغربية في العطلة الصيفية بعد سنتين من الإغلاق الجزئي والكلي، بالموازاة مع إشكالية ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المستجد”، ومضى مستطرداً: “الانتعاش المالي يرجع أيضا إلى عودة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ذلك أن جهة سوس ماسة تحتضن أعدادا مهمة من مغاربة العالم الذين يرجعون إلى مناطق الإقامة خلال فصل الصيف”.
وتابع المتحدث ذاته: “ومع ذلك، مازالت معدلات السياحة الداخلية متوسطة خلال العام الجاري، لاسيما في ظل الغلاء الحالي وارتفاع أسعار المحروقات، ما يجعل الأسر تنفق أقل من المعتاد”.
“قدرة الإنفاق محصورة بالمقارنة مع فترة ما قبل كوفيد-19″، يردف المتحدث ذاته، مضيفا: “نعم، الأسر تختار سوس لتمضية عطلة الصيف، لكنها تنفق أقل من المعتاد بسبب تداعيات الجائحة وغلاء الأسعار”.
لذلك، دعا الفاعل السياحي الوحدات الفندقية إلى تخصيص “عروض استثنائية في الشهر الجاري لتشجيع الأسر على قضاء عطلة الصيف، وذلك حتى يحقق قطاع السياحة القيمة المضافة المرجوة منه، ما سيعود بالنفع على الاقتصاد المحلي، وبالتالي توظيف تلك العائدات في الاستثمار وتشييد البنيات التحتية”.
جدير بالذكر أن عدد السياح الذين وفدوا على المغرب خلال الأشهر الخمسة ونصف الماضية تضاعف ليصل إلى مليونين ونصف المليون سائح، مقارنة مع سنة 2021، حسب المعطيات التي قدمتها الوزيرة الوصية على القطاع في جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب.