في جماعة كطاية الواقعة بنفوذ دائرة قصبة تادلة بإقليم بني ملال وصل التيار الكهربائي الذي وعدت به السلطات إلى عدد من المداشر والقرى، إلا أن بعض الأحياء الهشة المصنفة ضمن ما بات يعرف بـ”البناء العشوائي أو الأصم” مازالت تتجرع مرارة العيش في الظلام رغم مرور ما يزيد عن عقد من الزمن من تاريخ نشوئها.
في حديثها لهسبريس، عبرت وردية شعطيط، وهي من سكان دوار عثمان، عن حزنها العميق جراء عدم استفادة بيتها من الربط بشبكة الكهرباء، قائلة إن الوضع سيئ للغاية، وزادت: “أطفالنا يراجعون دروسهم على ضوء الشموع في زمن الأنترنيت”.
وأضافت شعطيط أن “عائلات الدوار لم تعد قادرة على استعمال الطاقة الشمسية أو البطاريات لأنها لا تكفي لحاجياتها، ولا تصمد في وجه بعض الظواهر المناخية”، مؤكدة أنها ترغب كباقي المواطنين في الاستمتاع بمنافع الأجهزة العصرية، خاصة المبرد، لصون الخضروات واللحوم من التلف.
وقالت السعدية (اسم مستعار)، وهي امرأة تقطن بالدوار ذاته منذ حوالي 15 عاما: “في شتنبر الماضي (وهو للإشارة تاريخ إجراء الانتخابات الجماعية) تلقينا وعودا كثيرة بشأن عدد من المطالب الاجتماعية التي تؤرق ساكنة الدوار، لكن إلى حدود اليوم لم يتغير أي شيء، وتوقفت الزيارات.. وها أنتم تلاحظون أننا نعيش القهر والأسى”.
وتابعت المتحدثة في حديثها لهسبريس: “العيش بلا كهرباء حياة بلا طعم. وقد استفادت العديد من الأسر القاطنة بالقرى الجبلية النائية، كما هو الحال في جماعات أزيلال وبني ملال، بل واستفادت أسر بدوار مجاور لا يبعد عنا سوى بـ 15 مترا، ما يجعلنا نحس بالعزلة و’الحكرة’”.
وأضافت السعدية: “لم نعد نرغب في تبليط الأزقة ولا إزالة الأزبال من محيط سكنانا، أو بناء مرافق اجتماعية أخرى، بل نريد أن تصل الكهرباء إلى منازلنا؛ نريد حقا أن تحل السلطات هذه المعضلة التي تؤرقنا جميعا، خاصة أننا سبق أن رفعنا مطالبنا إلى القيادة وإلى رئيس المجلس الجماعي، لكن بدون جدوى”.
وتتطلع الأسر غير المستفيدة من الربط بشبكة الكهرباء بجماعة كطاية إلى مبادرة عاجلة من السلطات الإقليمية لجهة بني ملال خنيفرة، خاصة أن وضعها، وفق ما حكاه بعض أفرادها لهسبريس، لا يختلف عن سكان عدد من القرى العشوائية التي استفادت من عدة خدمات، من ضمنها الربط بالكهرماء.
وفي معرض تعليقه على مطالب الأسر المحرومة من الكهرباء، أوضح رئيس جماعة كطاية، محمد العايدي، أن الأمر يتعلق بمجموعة من الأسر المعدودة على رؤوس الأصابع، وليس بساكنة الدوار ككل، مؤكدا أن عدة إجراءات تمت في هذا الإطار بتنسيق من الجهات المختصة.
وتعهد الرئيس المنتمي إلى “حزب الأحرار” بتنزيل وعوده لكافة الساكنة، وبمعالجة كل القضايا ذات البعد الاجتماعي، وخاصة ما يتعلق منها بالماء والكهرباء، مشيرا إلى أن “طلب الأسر المعنية تم أخذه بعين الاعتبار ويتم تدارسه الآن، ولن يبقى عالقا بعد الآن”.
وأضاف المتحدث ذاته أنه بعث بملتمس بشأن وضعية الأسر غير المستفيدة من الكهرباء، سواء منها العشوائية أو التي أنجزت في حقها محاضر، إلى والي الجهة من أجل إرسال لجنة إلى المكان للقيام بالمتعين، كما راسل المكتب الوطني للكهرباء ببني ملال من أجل إنجاز دراسة في الموضوع.
ولفت الرئيس المنتخب في الثامن من شهر شتنبر الماضي إلى أن “الأمور تسير في الاتجاه الصحيح”، موردا أن “السلطات المحلية والإقليمية تواكب كل الملفات المطلبية ذات الصلة بالوضع المعيشي للسكان”، ومشيرا إلى أن “المجلس الجماعي قام بخطوة موازية في هذا الإطار ستهم مستقبلا مشروع تبليط الأزقة بالدوار المذكور”.